رحلتي في كتابة المحتوى لم تكن من الصفر، هل وُلدتُ لأكون كاتبة؟




أسمي الله مصلية على رسول الله إذ إن هذه هي تدوينتي الأولى على هذه المدونة، والتي أنشأتها عام 2020 ثم بقيت طيّ النسيان.

وللحق شعرت بشيء من الرهبة والتوتر وكأنها تجربتي الأولى في الكتابة، إنها المرة الأولى التي أدون فيها لجهة تخصني وحدي!

لم يكن لالتحاقي بعالم كتابة المحتوى شرارة لامعة، فقد صاحبتُ القلم والورقة منذ صغري، وكتبتُ الشعر وأنا في المدرسة الإعدادية، ولما لم يقابل شغفي إلا بالنقد توقفت.

لكن عقلي بقي يصيغ القصص والروايات والخواطر والمقالات والأبيات في صمت.

دعني أقفز بالزمن حيث تخرجي من كلية العلوم، ثم قفزة أخرى وأنا أتسلم شهادة إتمامي لدبلومة الكيمياء الحيوية بتقدير امتياز فاحتضنتُ طفليَّ فرحًا ليتضح من هذا المشهد تخصصي الدراسي.

بدايات عملي في كتابة المحتوى

رغم ولهي بالكيمياء والمختبرات والمواد الكيميائية إلا أن حبي للبقاء في البيت كان أكبر، فاعتزلت مجال دراستي وعدت لشغفي القديم، الكتابة.

أذكر أن أول مقال كتبته كان أجري 12 جنيه ونصف، وكانت جودته سيئة جدًا، لدرجة أنني رفضت استلام

الجنيهات في البداية لكن في النهاية فرحت بهذا الإنجاز اللذيذ.

بعد ذلك انضممت للعمل والتدريب ضمن مجموعة تعرفت عليها من خلال فيسبوك وسوف آتي على ذكر ما لهذا الموضوع وما عليه.

تحسن مستواي بسرعة فائقة وأصبحت مشرفة على تدريب الفريق وكانوا بالطبع مبتدئين.

هل نسيتُ أن أذكر لك أيها القارئ أنني كنت أكتب من خلال الهاتف؟ كان وقتها عملًا ممتعًا يخلو من المشقة، كنت أنكب على هاتفي أبحث وأسجل وأكتب أكاد لا أشعر بالوقت فقط لأني كنت أريد أن أكتب!

عملي في موقع رقيم

سجلت حسابًا في موقع رقيم، ولاحقًا انضممت لفريق العمل، فكنت مشرفة وكاتبة في نفس الوقت.

كتبت عشرات المقالات، وكنت أغوص في كتابات الأعضاء، كنت أحب متابعة سلسلة أدبية يكتبها طبيب عيون على ما أذكر اسمه أحمد، وكنت أتابع شاعرًا مفوهًا اسمه عبد الغني، وكتاب وزملاء آخرين اختفوا جميعًا باختفاء منصة رقيم بلا عودة.

عودتي لمشاريع فيسبوك!

بعد اختفاء رقيم عملت لحساب موزعة مشاريع، فكانت هي وسيط بين أصحاب المشاريع وبين المستقلين، ورغم تطوري السريع واستجابتي للمعلومات إلا أن عائد العمل كان ضعيفًا جدًا ولكني لم أهتم لأني كنت أريد أن أكتب وفقط!

وهنا وجب عليّ التنبيه بخصوص منشورات فيسبوك التي تطلب مستقلين كتاب محتوى بأجور لا تغطي حتى تكلفة فنجان القهوة الذي يساعد المستقل على التركيز وقت الكتابة.

وإحقاقًا للحق فقد لاحظت وجود فجوة متسعة جدًا بين أصحاب المشاريع وكتاب المحتوى.

صاحب المدونة لا يجد عائد مُرضي من مدونته فيطلب المزيد من المقالات بأسعار قليلة؛ ولأن الكاتب يريد أن ينجز فهو لا يتقن العمل، فقط ينسخ ويلصق، والطامة المستحدثة في الفترة الأخيرة وهي توليد النصوص بأدوات AI _وجب التنويه أنني أعتمد على هذه الأدوات، لكن الاعتماد عليها مختلف عن استبدالها بعقولنا_

بينما لو اتبع الكاتب الخطوات الصحيحة لكتابة مقال أو الخطوات الصحيحة لكتابة منشورات منصات وسائل التواصل أو غيرها من مجالات الكتابة فإنه سيخرج بقطعة محتوى ذات جودة عالية تكون سببًا في نجاح الجهة التي كُتبت لصالحها، وبالتالي سبب لزيادة أجر الكاتب، وربما نتوسع لاحقًا في ذكر هذه الخطوات.

انضمامي لمنصتي مستقل وخمسات

بينما أبحث عن مصطلح العمل عن بعد بالتوازي مع عملي ضمن فريق الموزعة التي سبق وتحدثت عنها، قابلني مقطع للأستاذ مايكل راشد، كان مقطعه إعلان ضمني لمنصة مستقل، لم أتردد في تسجيل حساب، ولكن لم أفهم معنى إضافة المهارات ولم أفهم معنى أبعاد الصور المطلوبة لتوثيق الخدمات، نسيت الحساب قليلًا وانشغلت في مشاريعي المتواضعة.

في هذا التوقيت وصلني بريد إلكتروني يعلن عن منحة تقدمها وزارة الاتصالات بالتعاون مع منصة يوداسيتي في مجالات مختلفة، اشتركت في مجال التسويق الرقمي، وكان من ضمن أنشطة ومهام المنحة توثيق حسابات المشتركين على منصات العمل الحر ومنصة لينكد إن.

وثقت حسابي في مستقل وخمسات وبدأت بالتقديم على المشاريع، وأنشأت حسابي على لينكد إن لكن كانت واجهة المستخدم للمنصة معقدة بالنسبة لي، فأهملت الحساب تمامًا ولم أعد له إلا مؤخرًا.

استهواني العمل تبع المنصة، حصلت على مشروعي الأول عبر مستقل، طرت فرحًا، كان عميلي الأول من الإمارات، أذكره بالخير والدعاء للآن، كان خلوقًا محترمًا راعى أنه مشروعي الأول ولم يبخل عليّ بالتقييم المتميز وكرر التعاون معي في مشروع لاحق.

يبدو أنني نسيت أن أذكر أنني تخطيت مستويين للمنحة وحصلت على شهادتين أفتخر بهما.

مرحلة العمل الخاص

استمر عملي عبر مستقل وخمسات حتى حصلت على فرصة شراكة في موقع ناشئ، ورغم أني انسحبت لاحقًا إلا أن الفائدة التي حصلت عليها في هذه المرحلة لم أكن لأحصل عليها بطريقة أخرى.

هذه الشراكة وضعتني أمام الأمر الواقع، فوجدت نفسي كاتبة ومسؤولة سيو ومصممة صور ومبرمجة أحيانًا، هذا بسبب غياب منهجية فريق العمل.

فقد درست مع نفسي معنى كلمة SEO وبحثت مع نفسي عن معايير التصدر وكيفية اختيار الكلمات المفتاحية والنشر والرفع عبر وورد بريس، وفهمت أسس اختيار الإضافات وكيفية المفاضلة بينها، وكنت أطبق ما أتعلمه.

نعم أخطأت كثيرًا وبكيت بسبب أخطائي لكني تعلمت أكثر، وبالفعل حصلت على نتائج أكثر من رائعة، كثيرًا ما احتلت مقالاتي النتيجة رقم 1 في الصفحة الأولى.

المرحلة الحالية لعملي في كتابة المحتوى

بعد انسحابي من الشراكة تفرغت للتقديم على مشاريع مستقل، وأحرزت إنجازات رائعة، كنت فخورة بنفسي.

لظروف صحية أخذت إجازة تقارب الستة أشهر لاحقًا وعدت بكل حماس، لتفاجئني مشكلة تعطل حسابي وإيقافه تمامًا وتعطل الحساب هنا معناه فقدان حسابي على مستقل وخمسات وحسوب io.

وهي قصة تهت فيها قرابة الشهر في محاولة لاستعادة حسابي، آلمني فقده بعد أن تزين بالنجوم والأوسمة، وبعد نفاد كل محاولاتي سلمت لأقدار الله وبدأت من جديد.

ماذا فعلت لأبدأ من جديد في مجال كتابة المحتوى

الخطوة الأولى

كانت البداية بالتعلم من أخطاء المرحلة السابقة، وهي أنني لم يكن لي تواجد رقمي جاد ككاتبة محتوى إلا عبر مستقل، وكان حريّ بي أن أهتم مثلًا بحسابي عبر لينكد إن.

كما كنت اتجاهل فكرة إنشاء مدونة شخصية يمكن اعتبارها معرض أعمال portfolio.

لذلك؛ طورت في حساب لينكد إن قليلًا وما زال قيد التحسين، بالتوازي مع قرار تفعيل هذه المدونة التي صبرت عليّ كثيرًا.

كما أنشأت معرض أعمال لذيذ وبسيط من تصميمي عبر canva.


الخطوة الثانية

بعد تصحيح أخطاء المرحلة السابقة قررت أن أعطي من وقتي للتطوير الذاتي، فالتحقت بدورة تابعة لمنصة Eyouth تخص مجال هندسة الأوامر prompting واستفدت منها جدًا وأنا بانتظار شهادتي.

وبالمناسبة، الصورة التي استخدمتها لهذه المقالة هي كاملة باستخدام واحدة من أدوات AI.

الخطوة الثالثة

فعّلتُ حسابًا جديدًا عبر منصة مستقل ولديّ اليوم أربع عروض مقدمة على أربع مشروعات متعلقة بمجال كتابة المحتوى، أسأل الله أن يرزقني منها بالخير.

كما أنشأت حسابًا جديدًا على منصة حسوب io والتي كنت نشطة فيها جدًا وخسرت حساب مليء بالنقاشات الفعالة والثرية في مجال العمل الحر ومجالات أخرى متعددة.

الخطوة الرابعة

ما زلت متوقفة عند هذه الخطوة، لديّ الكثير من الأفكار، الكثير من الخطط، الكثير من التحسين والتطوير، لكن توقفي هنا مرهون بإنجازي في تقييد كل ما يحوم في رأسي من أفكار باستخدام القلم والورقة.

آمل أن أستمر في التدوين هنا، ومشاركة رحلتي بما خرجت به من فوائد وخبرات، وآمل أكثر أن أفيد ولو شخص واحد للبدء.


وأخيرًا، يسرني أن يصل القراء لمدونتي، وأن يكون لحروفي في نفوسهم أثرًا، وأتخيل كم سأفرح بتلقي تعليقاتهم، نصائحهم، دعمهم♡


تعليقات

  1. ما شاء الله، تاثرت جدًا بقصة احترافك بالعمل الحر، وإن شاء الله مزيد من النجاح والتوفيق

    ردحذف

إرسال تعليق